الأربعاء 16 أبريل 2025 | 03:37 م

في ذكرى ميلاده.. عمار الشريعي "ملك التترات" الذي أثرى الدراما المصرية بروائعه

شارك الان

يحل اليوم الأربعاء ذكرى ميلاد الموسيقار القدير الراحل عمار الشريعي، الذي يُعد علامة فارقة ورائدًا حقيقيًا في صناعة أغانى تترات المسلسلات المصرية. فمن منا ينسى تلك الألحان الساحرة والمميزة التي افتتحت أشهر المسلسلات والدراما التلفزيونية في حقبة الثمانينيات والتسعينيات، والتي حملت جميعها بصمته الموسيقية الفريدة.

لم يكن يمر موسم رمضاني في تلك الفترة الذهبية إلا وكان لعمار الشريعي بصمة واضحة في ألحان تترات مسلسلين على الأقل، ليصبح اسمه مرادفًا للتميز والإبداع في هذا المجال. فقد استطاع الراحل أن يتعاون مع عمالقة الشعر الغنائي في مصر، وعلى رأسهم الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، والقامة أحمد فؤاد نجم، والصديق والشريك الدائم سيد حجاب، الذي شكل معه ثنائيًا فنيًا استثنائيًا في صناعة تترات لا تُنسى.

ويفتقد الجمهور المصري والعربي حتى يومنا هذا تلك الألحان العذبة التي كانت تُعتبر علامة مميزة لشهر رمضان "زمان"، حيث كانت تضفي على الأجواء روحًا خاصة وتُمهد لدخول عوالم الدراما الشيقة. ولم يقتصر إبداع عمار الشريعي على تترات المسلسلات فحسب، بل امتد ليشمل فوازير النجمة نيللي الشهيرة "عجائب صندوق الدنيا"، وفوازير "عالم ورق ورق" التي تعاون فيها مع الشاعر عبد السلام أمين. كما قدم بصوته وألحانه عدة أغنيات خالدة في مسلسل الأطفال المحبوب "بوجي وطمطم" بكلمات الشاعر نادر أبو الفتوح.

وعلى صعيد السينما، ترك عمار الشريعي بصمته المميزة في العديد من الأفلام الهامة مثل "حب في الزنزانة"، و"أرجوك أعطني هذا الدواء"، و"أيام في الحلال"، والفيلم الأيقوني "البريء". أما عن موسيقى أعماله التلفزيونية، فتضم قائمة لا تُحصى من الروائع مثل "حديث الصباح والمساء"، و"دموع في عيون وقحة"، و"أرابيسك"، و"زيزينيا"، و"امرأة في زمن الحب"، والمسلسل الاجتماعي الذي هزّ الشارع المصري "ريا وسكينة". كما أبدع في مجال الموسيقى المسرحية، وقدم ألحانًا خالدة لمسرحيات مثل "الواد سيد الشغال"، و"رابعة العدوية"، و"إنها حقًا عائلة محترمة".

عُرف عن عمار الشريعي شغفه الدائم بتأليف الموسيقى وحرصه على مشاركة أصدقائه وعائلته في مراحل الإبداع المختلفة، حيث كان يولي آرائهم اهتمامًا خاصًا. كما تميز بخفة ظله وحضوره الطريف، وتُروى عنه العديد من المواقف الفكاهية، منها موقفه الشهير في أحد الأفراح التي كان يعزف فيها بصحبة الفنان سمير صبري، حيث قدم سمير وطلب منه الغناء، وعندما صعد سمير على المسرح، طلب منه عمار أن يغني أغنية "الغراب يا وقعة سودة جوزوه أحلى يمامة"، الأمر الذي أثار دهشة سمير، لكن عمار أكد له أن الجمهور سيتقبلها على سبيل الدعابة.